هل تُقلقك خصوصية محادثاتك مع الذكاء الاصطناعي على واتساب؟ اكتشف ميزة الأمان الجديدة التي تحمي بياناتك! تعرف على المزيد الآن.

جدول المحتويات
ميزة Private Processing من واتساب: ثورة في خصوصية محادثات الذكاء الاصطناعي!
في عالم يتزايد فيه استخدام الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، ويصبح فيه القلق بشأن الخصوصية موضوعًا حيويًا، واتساب تخطط لتقديم ميزة جديدة كليًا قد تغيّر طريقة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي: إنها Private Processing أو “المعالجة الخاصة”.
فما الذي يجعل هذه الميزة مختلفة؟ وهل يمكن أن تكون واتساب قد وجدت الطريقة المثلى لجعل المحادثات مع الذكاء الاصطناعي أكثر أمانًا؟ دعونا نكتشف سويًا.
اقرا ايضا – One UI 7: احصل عليها الآن على هاتف سامسونج!
ما هي ميزة Private Processing؟
ببساطة، Private Processing هي وضعية اختيارية تتيح للمستخدمين التحدث مع مساعد Meta AI، ولكن دون ترك أي أثر على خوادم الشركة.
هذا يعني أنه بمجرد انتهاء الجلسة، تختفي المحادثة بالكامل، ولا يمكن لأي جهة – لا واتساب ولا ميتا – الوصول إليها لاحقًا.
تخيّل أنك طرحت سؤالًا حساسًا أو شخصيًا على Meta AI، كأن تطلب تلخيص محادثة تتعلق بأمور مالية أو عائلية…
بفضل هذه الميزة، يمكنك فعل ذلك دون القلق من أن تُخزن هذه البيانات أو تُستخدم لاحقًا لأي غرض.
لماذا تُعدّ هذه الميزة نقلة نوعية؟
من المعروف أن معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعمل عبر الإنترنت وتقوم بتخزين بيانات المستخدمين مؤقتًا أو دائمًا.
لكن واتساب – من خلال Private Processing – تكسر هذا النمط وتُقدّم خيارًا يضمن خصوصية شبه مطلقة.
الفرق الجوهري:
- الأنظمة التقليدية: مثل ChatGPT أو Google Bard، تحفظ غالبًا بعض بيانات المحادثة لتحسين جودة الردود.
- الوضع الجديد في واتساب: لا حفظ، لا أرشفة، لا إمكانيّة للوصول للمحادثة بعد انتهاء الجلسة.
كيف تعمل ميزة Private Processing تقنيًا؟
وراء البساطة الظاهرة في هذه الميزة، توجد هندسة تقنية معقدة ومدروسة تهدف لضمان أعلى مستويات الأمان.
تعتمد الميزة على ثلاث ركائز رئيسية:
1. إخفاء عنوان IP باستخدام بروتوكول OHTTP
هذا البروتوكول – الذي يعني Oblivious HTTP – يُخفي عنوان IP الخاص بك عن خوادم ميتا، ما يمنع ربط الطلب بهويتك.
2. عدم حفظ الرسائل
كل ما تكتبه خلال الجلسة يُحذف تلقائيًا بعد الانتهاء. لا توجد نسخة محفوظة في السحابة، ولا إمكانية لاستعادتها.
3. تصميم يمنع الوصول الخارجي أو الداخلي
النظام مبني على أسس تمنع أي طرف – سواء من داخل ميتا أو خارجه – من التطفل على المحادثات.
بكلمات أبسط: ما تقوله لمساعد الذكاء الاصطناعي في هذا الوضع، يذهب إلى العدم بمجرد أن تغلق الجلسة.
مقارنة بين واتساب وآبل: من الأفضل في الخصوصية؟
قد يتساءل البعض: ماذا عن آبل؟ أليست أيضًا معروفة بتركيزها على حماية بيانات المستخدمين؟
صحيح، لكن النهج يختلف:
- آبل: تعتمد على المعالجة داخل الجهاز المحلي، وتلجأ للسحابة فقط عند الحاجة.
- واتساب: يستخدم الحوسبة السحابية، لكن عند تفعيل الوضع الخاص، يُخفي بياناتك تمامًا.
بالتالي، واتساب لا تتفوق على آبل، لكنها تُقدّم بديلًا متوازنًا يجمع بين الراحة السحابية والأمان العالي.
خطوة استباقية في مواجهة الانتقادات
في وقت تتزايد فيه الانتقادات ضد شركات التكنولوجيا الكبرى بسبب استغلال البيانات الشخصية، تحاول ميتا أن تستبق الهجوم عبر بناء الثقة من جديد.
ولهذا السبب، أدرجت الشركة ميزة Private Processing ضمن برنامج مكافآت اكتشاف الثغرات الخاص بها، لتشجيع الباحثين الأمنيين على اختبار النظام وكشف أي خلل محتمل.
ولزيادة الشفافية، أعلنت ميتا أنها ستنشر ورقة تقنية كاملة تشرح البنية الأمنية بالتفصيل، وهو ما يُعد خطوة نادرة ومحمودة في هذا المجال.
هل هذه بداية جديدة لخصوصية الذكاء الاصطناعي؟
السؤال الأهم الآن: هل ستغير هذه الميزة قواعد اللعبة؟
الإجابة تعتمد على أمرين:
- مدى فعالية التنفيذ الفعلي على أرض الواقع.
- مدى ثقة المستخدمين بأن بياناتهم فعلًا تُحذف ولا تُستخدم خلف الكواليس.
لكن من المؤكد أن واتساب تُرسل رسالة واضحة: “نحن نستمع، وخصوصيتك تهمنا”.
خاتمة: تطور مطلوب في الوقت المناسب
في زمن أصبحت فيه الخصوصية أمرًا “اختياريًا” لدى بعض الشركات، تأتي ميزة Private Processing كخطوة جريئة تُعيد للمستخدم الشعور بالتحكم في بياناته.
ربما لن تنقذ هذه الميزة الإنترنت من التتبع، لكنها بالتأكيد تُمثل نقطة تحوّل في كيفية تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي.
هل ستكون هذه الميزة حافزًا لتطبيقات أخرى لاتباع نفس النهج؟ الأيام ستُخبرنا، لكن البوادر واعدة.